linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

أضرار في أكثر من 716 خيمة ومسكن مؤقت بعد عاصفة مطرية ضربت شمال غربي سوريا

الاستجابة مستمرة لآثار العاصفة المطرية في شمال غربي سوريا، والهطولات الغزيرة التي تعرضت لها عدة مناطق من ريفي إدلب وحلب، يوم أمس الأربعاء 1 أيار، والسيول الناتجة عنها، والتي تسببت بأضرار في أكثر من 15 مخيماً، تضرر فيها أكثر من 716 خيمة ومسكن مؤقت، وأكثر من 30 منزل سكني للمدنيين، ونفوق عدد من المواشي، وأضرار في المزروعات

تتعمق فجوة الاحتياجات الإنسانية مع اجتماع ظروف حرب النظام وروسيا والتهجير المستمرة لأكثر من 13 عاماً، ليزيد المعاناة الظروف الجوية القاسية التي تفرض تشرد جديد للمدنيين في ملاذهم الأخير في المخيمات، وتتركهم بلا مأوى بعد أن جرفت مياه السيول خيامهم، وسط تراجع كبير في الإستجابة الدولية الإنسانية، غياب الحلول بإنهاء مأساة السوريين، وخطوات العدالة ومحاسبة النظام وروسيا على جرائمهم.

ارتفعت حصيلة أضرار العاصفة المطرية الغزيرة التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا، يوم الأربعاء 1 أيار، والسيول الجارفة التي تشكلت إثر العاصفة، والتي ألحقت أضراراً كبيرة ببعض المناطق والقرى والبلدات، وفي أكثر من 15 مخيماً للمهجرين ولمنكوبي الزلزال، ومن المتوقع أن تستمر حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الأيام القادمة بحسب توقعات الأرصاد الجوية، وتضاعف هذه العاصفة مأساة المدنيين وتزيد من فجوة الاحتياجات الإنسانية، ويهدد ضعف البنية التحتية من انتشار الأمراض جراء اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه السيول ودخولها للمنازل والمخيمات.

واستجابت فرقنا حتى كتابة التقرير (الساعة 11:00 صباح الخميس 2 أيار) لأكثر من 15 مخيماً داهمته مياه السيول والأمطار الغزيرة، وتضرر في هذه المخيمات أكثر من 216 خيمة بشكل كلي، ونحو 100 مسكن مؤقت غمرته مياه الأمطار، و400 خيمة تضررت بشكل جزئي، وتركزت أغلب الأضرار في مخيمات البيت الشمالي في ملس، و شام مريم والإيمان والحويجة ومشيمس وشامنا ونصوح قرب معرة مصرين وفي مخيمات العودة والسلام في قاح، و القطري والهلال الأحمر بكفرلوسين في ريف إدلب، وفي مخيم النسرية قرب جنديرس في ريف حلب الشمالي.

وأجلت فرقنا عائلة في مدينة حارم شمال غربي إدلب، نتيجة غرق خيمتهم وتجمع المياه فيها جراء الهطولات المطرية الغزيرة، فيما سقط جدار مسكن مؤقت في مخيم "العودة" في بلدة قاح شمالي إدلب، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت، عملت فرقنا على إزالة الركام وفتح الطريق وتفقد المكان.

وتأثرت عدة مدن وقرى وبلدات بالهطولات المطرية الغزيرة والسيول، وأكبر الأضرار كانت في قرية ملس التي دخلت مياه السيول فيها لأكثر من 30 منزلاً وسببت أضراراً مباشرة فيها، إضافة لمدينة معرة مصرين التي استجابت فرقنا فيها لشفط المياه بعد أن دخلت لأقبية بنائين في المدينة، كما أدت السيول لقطع عدد من الطرقات في ريف إدلب الشمالي الغربي وفي منطقة عفرين شمالي حلب.

ولم تقتصر الأضرار التي سببتها السيول والأمطار الغزيرة على المخيمات والمنازل، حيث أدت السيول لنفوق عدد من المواشي في مخيم مشيمس بالقرب من معرة مصرين شمالي إدلب، إضافةً لأضرار مادية كبيرة في ممتلكات السكان والمهجرين وحاجاتهم البسيطة، وامتدت الأضرار إلى المحاصيل الزراعية، حيث خلفت أضراراً في محاصيل القمح والشعير والكمون في مناطق إدلب وحلب، وهي محاصيل استراتيجية يعتمد عليها السكان بشكل كبير.

وتضرر خلال العواصف التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا خلال فصل الشتاء أكثر من 130 مخيماً في مناطق شمال غربي سوريا استجابت له فرقنا، تضرر في هذه المخيمات أكثر من 350 خيمة بشكل كلي، و 1650 خيمة بشكل جزئي، كما تضررت طرقات مئات المخيمات بسبب السيول وتحولت لبرك من الوحل، أعاقت وصول المدنيين إلى مرافق الحياة والطلاب إلى مدارسهم.

وأطلق الدفاع المدني السوري بداية شهر آذار مشروعاً لتبحيص طرقات أكثر من 50 مخيماً الأكثر تعرضاً لخطر السيول والفيضانات في ريفي إدلب وحلب، بطول أكثر من 38 ألف متراً، وإنشاء 413 نقطة صرف مطرية، وفرش ورص 163 ألف متر مربع من الحصى، ورش مادة MC0 بمساحة 7730 متر مربع على طرقات المخيمات التي تتوزع في مناطق إدلب وجسر الشغور وأريحا و حارم في ريف إدلب، وجبل سمعان وعفرين وجرابلس والباب في ريف حلب.

مآس مستمرة يعيشها السوريين، لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات رغم أهميتها وضرورتها ولا ببناء مخيمات إسمنتية فمعاناتهم أعمق من مجرد السكن، والحل الجذري والوحيد يكون في توفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم وعندها تتضاءل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي، وإلى حين هذا الحل يجب أن تتحقق لهم ظروف عيش تحفظ كرامتهم البشرية.

ما يعيشه السوريون من كارثة إنسانية بعد 13 عاماً من الحرب هو نتاج لغياب الحل السياسي واستخدام نظام الأسد التهجير القسري وتدمير البنية التحيتة كأدوات للحرب على السكان تفرز تداعيات طويلة الأمد، وإن حل هذه المأساة والكارثة يبدأ بالحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 وعودة المهجرين قسراً لمنازلهم ومدنهم وبلداتهم بعد محاسبة من هجرهم وقتلهم.

Test