linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

إخماد أكثر من 80 حريقاً بالأراضي الزراعية خلال شهر أيار

شهد هذا العام موجة جفاف بالتوازي مع ارتفاع بأسعار القمح ما يهدد الأمن الغذائي

ازدادت أعداد الحرائق المندلعة في شهر أيار الماضي، والذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، حيث استجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري خلال شهر أيار لـ 213 حريقاً في عموم مناطق شمال غربي سوريا منها 80 حريقاً في الأراضي المزروعة بالحبوب

وكان يوم الاثنين 30 أيار الأكثر حصيلة في الحرائق حيث اندلع 13 حريقاً زراعياً في ريفي حلب وإدلب وهي أعلى حصيلة للحرائق الزراعية تستجيب لها فرقنا خلال شهر أيار المنصرم الذي ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير في أسبوعيه الأخيرين.

وأتلفت هذه الحرائق محاصيل زراعية وخاصة القمح والشعير التي تعد مصدراً رئيسياً للغذاء والإنتاج في الشمال السوري تزامناً مع الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمزارعين في معظم المناطق السورية نتيجة تقلص المساحات المزروعة، وانخفاض معدلات الهطولات المطرية هذا العام، وتأثير الحرب التي يشنها نظام الأسد وحليفه الروسي وتدميرهم مقومات الإنتاج الزراعي مما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي.

واستهدفت قوات النظام وروسيا يوم السبت 21 أيار الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في قرية السرمانية بسهل الغاب شمال غربي حماة الزراعية بمحيط بلدة معارة النعسان شرقي إدلب بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة وأدت لحرائق في المحاصيل الزراعية، لم تتمكن فرقنا من الوصول إليها بسبب رصد قوات النظام للمنطقة وتعمدها إحراق تلك المحاصيل وإعادة استهداف من يعمل بإطفائها.


ويشكل قصف قوات النظام وروسيا للمناطق المزروعة سبباً رئيسياً للحرائق، حيث يستهدف القصف الحقول المزروعة بالحبوب بهدف إحراقها ومنع المدنيين من جني محاصيلهم الزراعية وفرض مزيدٍ من التضييق على حياة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، بالتزامن مع مساعٍ روسية لإيقاف التفويض بإدخال المساعدات الإنسانية الأممية عبر معبر باب الهوى الحدودي، الذي يعد شريان الحياة لأكثر من 4 مليون مدني يعتمدون المساعدات الإنسانية والطبية التي تقدمها الأمم المتحدة.

وتندلع الحرائق في المناطق الزراعية والحراجية لعدة أسباب منها لجوء الأهالي لحرق قسم من محصول القمح لتجهيز مادة الفريكة حيث تنشب النيران في مساحات كبيرة من الحقول الزراعية بسبب عمليات الإحراق بحقول مجاورة خصيصاً في فترات اشتداد سرعة الرياح، كما تعود أسباب الحرائق لعدم مراعاة الأهالي التحذيرات من اندلاعها بعدم رمي أعقاب السجائر بالقرب من الأراضي المزروعة والتأكد من سلامة عوادم السيارات التي قد تكون سبباً بانبعاث شرارة تؤدي إلى الحريق أو إشعال النيران في المناطق الحراجية.

ومن المتوقع أن تشهد مناطق الشمال السوري هذا العام صيفاً أشد حرارةً من سابقاته بحسب عدة جهات اختصاصية بمراقبة أحوال الطقس، استناداً إلى متغيرات عوامل الطقس الأساسية المؤثرة في الحرائق، وهي الحرارة والرطوبة والرياح، وتأثيراتها وأثر الجفاف، ما يهدد بمزيد من الحرائق في المناطق الزراعية والحراجية ومزيدٍ من نقصٍ في مقومات العيش الأساسية لمناطق شمال غربي سوريا التي تتميز بالزراعة.

وكان الدفاع المدني السوري قد وضع خطة طارئة تهدف إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.


Test