linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

حصار الطبيعة وضعف استجابة المجتمع الدولي يعصف بمخيمات النازحين من جديد… تضرر 139 مخيماً في العاصفة الثلجية

إن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على النظام وروسيا، وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين والنازحين، وإيجاد حل سياسي وفق القرار 2254 يضمن العيش بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين

ضربت عاصفة ثلجية بدأت منتصف ليلة الأحد 23 كانون الثاني مناطق شمال غربي سوريا بمعدلات هطل مختلفة، حيث شهدت مناطق ريف حلب الشمالي تساقطاً كثيفاً للثلوج أدى إلى محاصرة عدد من مخيمات النازحين بمنطقة عفرين وقطعت الطريق إليها، كما أدت لإغلاق بعض الطرقات الرئيسية بشكل كامل بين مدينتي عفرين واعزاز، فيما كانت الأمطار ممزوجة بالثلج في أغلب مناطق ريف إدلب.

واستجابت فرق الدفاع المدني السوري أمس واليوم لـ 139 مخيماً متضرراً في شمال غربي سوريا بسبب الثلوج والأمطار حيث تضررت في تلك المخيمات 400 خيمة بشكل كامل، وأكثر من 850 خيمة بشكل جزئي، وكانت تقطن في هذه الخيام أكثر من 1200 عائلة.

وتركزت العاصفة الثلجية بشكل أساسي فوق ريفي عفرين واعزاز شمالي حلب مع تساقط أقل في صوران، حيث انقطعت أغلب الطرقات الفرعية وعدد من الطرقات الرئيسية وحوصرت عشرات المخيمات والقرى في مناطق راجو وبلبل وشران في عفرين، واستجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 110 مخيمات، تضررت فيها أكثر من 260 خيمة بشكل كلي جميعها انهارت بسبب الثلوج الكثيفة، و أكثر من 700 خيمة بشكل جزئي، وتقطن في تلك الخيام أكثر من 700 عائلة.

ودخلت العاصفة الثلجية مناطق ريف إدلب الشمالي والغربي ومناطق متفرقة من ريف حلب الغربي، بمعدل تساقط من خفيف إلى متوسط، وغطت الثلوج بعض الطرقات الرئيسية في مدن وبلدات حارم وسلقين وريفها وتحولت حركة السير فيها إلى سالكة بصعوبة، وترافقت العاصفة الثلجية بهطول مطري غزير على مناطق ريف حلب الغربي ومدينة إدلب وريفها الجنوبي والشمالي ومناطق متفرقة من ريف حماة، أدت لتشكل السيول في العديد من البلدات والمخيمات.

واستجابت فرق الدفاع المدني السوري أمس واليوم لـ 29 مخيماً متضرراً في ريف إدلب الغربي والشمالي الغربي بسبب الثلوج والأمطار حيث تضررت في تلك المخيمات 142 خيمة بشكل كامل، وأكثر من 360 خيمة بشكل جزئي، وكانت تقطن في هذه الخيام أكثر من 495 عائلة.

وتعمل فرق الدفاع المدني السوري في ريف حلب الشمالي وريف إدلب الغربي منذ منتصف ليل الأحد وحتى الساعة بكل إمكانياتها لفتح الطرقات المغلقة والوصول إلى المخيمات المحاصرة بالثلج في مناطق ريف عفرين واعزاز وريف إدلب الغربي، وسط صعوبات كبيرة كونها مناطق جبلة وتحتاج لآليات مخصصة للتعامل مع الثلوج.

كما وقعت عدة حوادث سير بانزلاق المركبات والدراجات على الطرقات التي غطتها الثلوج أو تشكلت عليها طبقة من الجليد أو الأوحال في العديد من مناطق ريف إدلب وريف حلب الشمالي.

أوضاع كارثية يعيشها النازحون منذ بدء الشتاء وحتى اليوم، نتيجة العواصف الثلجية والهطول المطري وموجات الصقيع التي أنهكت قاطني المخيمات، ولم تنتهِ فرق الدفاع المدني السوري أعمالها في مخيمات النازحين بمنطقة راجو وشران بريف عفرين من العاصفة الثلجية الماضية حتى جاءت العاصفة أمس لتزيد من معاناة النازحين.

وخلفت العاصفة الثلجية والمطرية الماضية التي ضربت مخيمات الشمال السوري أضراراً مادية في أكثر من 72 مخيماً، تضررت فيها 1900 خيمة بشكل جزئي، و920 خيمة بشكل كلي، كانت تقطن في هذه الخيام نحو 2250 عائلة.

مئات العوائل التي هربت من قصف النظام وروسيا إلى مخيمات النزوح باتت اليوم مهددة بفقدان ملاذها الأخير، وسط ظروف معيشية خانقة تعصف بمناطق شمال غربي سوريا، وإن ازدياد حجم الأضرار التي وقعت نتيجة العاصفة الماضية يزيد من خوف هذه العائلات على حياتها وصحتها، لاسيما كبار السن والاطفال، في ظل اقتصار أعمال الاستجابة الإنسانية على جهود فتح الطرقات للوصول إليها.

إن ضعف أعمال الاستجابة الإنسانية على الصعيد الدولي والمحلي على حد سواء يزيد من الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون في المخيمات منذ أكثر من 10 سنوات، ويبقى الحل الجذري والوحيد لمأساة المهجرين في مخيمات شمال غربي سوريا بتوفير الأمان للعودة إلى مساكنهم ومحاسبة نظام الأسد وعندها تتضاءل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي.

Test