linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

في الربع الأول من العام 2022 هجمات مستمرة للنظام وروسيا… وشتاء ثقيل على المهجرين في المخيمات

شنت قوات النظام وروسيا أكثر من 130 هجوماً جوياً ومدفعياً أدت لمقتل 47 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 100 آخرين

انقضى الربع الأول من عام 2022 وماتزال معاناة المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا مستمرة دون أدنى مؤشرات لإنهاء تلك المعاناة المستمرة منذ عقد كامل، فيما واصلت قوات النظام وروسيا شن الهجمات القاتلة على المدنيين وملاحقتهم، دون أي رادع دولي يحاسبهم على هذه الجرائم، وكان الشتاء ثقيلاً على أكثر من 1.5 مليون مهجر في المخيمات.

التصعيد المستمر يهدد حياة المدنيين

استمرت قوات النظام وروسيا والميليشيات الداعمة لهما شن هجمات إرهابية على المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا خلال الربع الأول من العام الجاري 2022 حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 130 هجوماً جوياً ومدفعياً تركزت على منازل المدنيين والمباني العامة والمنشآت الحيوية والخدمية التي استهدفها القصف والتي تعد مصدر رزقٍ لآلاف العوائل في شمال غربي سوريا.

ووثقت فرق الدفاع المدني السوري 80 هجوماً صاروخياً ومدفعياً شنته قوات النظام وروسيا على مناطق متفرقة في أرياف إدلب وريف حلب الغربي، كما استجابت لـ 29 هجوماً جوياً من الطائرات الروسية قصفت منشآت خدمية ومراكز حيوية في ريفي إدلب وحلب، ووثقت 16 هجوماً مدفعياً و بالصواريخ من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية.

الضحايا والأرواح المنقذة

قتل على إثر تلك الهجمات 47 شخصاً بينهم نساء وأطفال فيما أنقذت فرقنا أكثر من 100 شخص من المصابين في تلك الهجمات التي طالت عموم مناطق شمال غربي سوريا

العبوات الناسفة ومخلفات القصف

خلال الربع الأول من عام 2022 لم تتوقف الانفجارات المجهولة والتفجيرات الإرهابية في شمال غرب سوريا، واستجابت فرق الإنقاذ والإسعاف في الدفاع المدني السوري لـ 26 انفجاراً، شملت العبوات الناسفة والانفجارات المجهولة وانفجارات مخلفات القصف والألغام واستهدافات الطائرات المسيرة، وأدت لمقتل 13 شخصاً بينهم طفل وأصيب 30 آخرون بينهم 9 أطفال و4 نساء.

شتاء ثقيل في مخيمات النزوح

مرّ فصل الشتاء طويلاً قاسياً على المدنيين في شمال غربي سوريا، نظراً للعواصف الثلجية التي ضربت معظم المنطقة، وغرق مئات الخيام بسبب السيول والأمطار واقتلاع العشرات منها بسبب الرياح، إضافةً لحوادث احتراق الخيام وتعميق المأساة بجائحة كورونا واستمرار حرب النظام وروسيا لمصادر رزق المدنيين.

حيث تعرضت مناطق شمال غربي سوريا خلال الأشهر الماضية لعدة منخفضات جوية ولثلاث عواصف ثلجية وأدت لانقطاع العديد من الطرق ومحاصرة مخيمات في ريف حلب الشمالي وغرق مخيمات في ريف إدلب الشمالي، وتضررت جراءها أكثر من 2750 خيمةً بشكل جزئي (تساقطت عليها الثلوج بكثافة ومنها ما تسربت إليه مياه الأمطار) و1320 خيمة انهارت بشكل كامل (غمرتها الثلوج والأمطار بشكل كامل) وكانت تقطن في تلك الخيام أكثر من 3450 عائلة، إضافة لانقطاع الطرق إلى تلك المخيمات بشكل كامل خلال الساعات الأولى من العواصف الثلجية.

الحرائق وضحاياها

مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وغلاء مواد التدفئة لجأ الكثير من الأهالي لمواد خطرة وغير صحية في التدفئة ما زاد من معدلات الحرائق في المنازل والمخيمات إضافة لعدم قدرة الأهالي على اتباع أساليب الوقاية من الحرائق في المخيمات المكتظة ذات الخيام المتلاصقة.

وأخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري نحو 400 حريق خلال الربع الأول من هذا العام كان منها 191 حريقاً في المنازل، 64 حريقاً في المخيمات، 26 حريقاً في محطات الوقود بينما وثقت الفرق استجابتها لـ 119 حريقاً نشبت في المباني العامة والمحال التجارية والمستودعات الغذائية والتجارية، وأدت تلك الحرائق لوفاة 11 مدنياً بينهم 5 أطفال وأصيب 43 مدنياً بينهم نساء وأطفال.

حوادث السير

خلال الفترة الماضية ارتفعت نسبة حوادث السير بشكل كبير في شمال غربي سوريا وفي الربع الأول من عام 2022، استجاب الدفاع المدني السوري لأكثر من 310 حادث سير، تم في تلك الحوادث انتشال جثامين 5 أشخاص فقدوا حياتهم، فيما تم إسعاف وإنقاذ 244 شخص ونقلهم الى المشافي والنقاط الطبية.

وهناك جملة من الأسباب لهذه الحوادث أهمها، السرعة الزائدة وغياب قوانين السير، إضافة لأسباب أخرى تتعلق بالبنية التحتية التي تؤمن السلامة المرورية، مثل عدم وجود شاخصات مرورية، وعدم صيانة الطرقات.

عمليات التعافي المبكّر والخدمات

خلّفت حملات القصف المستمر منذ بداية العام الحالي على منازل المدنيين والمنشآت الحيوية والخدمية أضراراً كبيرة في البنية التحتية ودماراً في مئات المنشآت ومنازل المدنيين.

وأنجزت فرق الدفاع المدني السوري أكثر من 14 ألف عملية خدمية في الربع الأول من هذا العام كان منها 518 عملية إزالة أنقاض من القرى والبلدات التي تعرضت لقصف سابق من قوات النظام وروسيا، و 3390 مهمةً في فتح الطرقات وردم الحفر وفرش وتسهيل أرضيات للمخيمات وفتح ممرات مائية لتصريف مياه الأمطار من محيط الخيام، و1200 عملية غسيل للمدارس والمنشآت الخدمية وتزويد بعضها بالمياه، و35 عملية هدم جدران مهددة بالسقوط للحد من خطرها المحتمل على المدنيين، كما عملت الفرق في 16 موقعاً على تجهيز ملاجئ ومخيمات في محيط المدن والبلدات، كما شملت الأعمال الخدمية 340 مهمة حفر قبور ودفن جثث و94 عملية حفر خطوط شبكات مياه الشرب لإصلاحها وإيصالها للمدنيين و493 عملية حفر خطوط الصرف الصحي لإعادة تأهيلها وشملت بقية المهام الخدمية أعمال ترحيل القمامة من المدن والبلدات والمخيمات وسحب سيارات متعطلة وعالقة في الوحل بسبب الأمطار وأعمال إصلاح شبكات الكهرباء والتطهير وزراعة ورعاية الأشجار.

عمليات الإسعاف ونقل المرضى

أدى القصف الممنهج لقوات النظام وروسيا على المشافي والمراكز الطبية خلال الفترة الماضية لضعف كبير في القطاع الصحي زاد من الفجوة الانتشار الكبير لفيروس كورونا ومتحوراته وعملت فرق الإسعاف في الدفاع المدني السوري بأقصى طاقاتها لتخفيف العبء عن المشافي والمراكز الطبية.

حيث قدمت منذ بداية العام الحالي 21 ألف عملية نقل للمرضى وإسعاف المصابين بحوادث متنوعة وتحويلهم إلى المشافي والنقاط الطبية بينهم مرضى غسيل الكلى والمصابين بفيروس كورونا.

أعمال المراكز النسائية

ضاعفت متطوعات الدفاع المدني السوري من عملياتهن خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث نفذن أكثر من 36 ألف عملية طبية، بالإضافة إلى أكثر من 1250 عملية توعية في شمال غربي سوريا، وتنوعت الخدمات الطبية المقدمة بين إسعافات أولية، معالجة حروق، مراقبة حوامل، ومراقبة سوء تغذية، بالإضافة إلى جلسات الرذاذ وجلسات دعم نفسي وخدمات طبية نسائية مختلفة، كما أنجزت عدة مبادرات مجتمعية أسهمت بنشر الوعي والتثقيف الصحي بين الأهالي وفي مخيمات النزوح وساعدت بالتخفيف من العبء الكبير على المشافي خلال فترة انتشار فيروس كورونا ومتحوراته الجديدة، مثل مبادرة الرعاية الصحية المنزلية لمرضى كوفيد، وعمليات نقل مرضى غسيل الكلى من وإلى المشافي والنقاط الطبية وجولات الرعاية الصحية على المرضى في المخيمات.

وقدمت الفرق أكثر من 3000 عملية في مخيمات النازحين، فيما تم تقديم 3300 عملية في مشافي ونقاط طبية، كما قدمت الفرق أكثر من 2280 عملية في منازل المدنيين والتجمعات المدنية.

وتوزعت أعمالهن على الفئات العمرية بالشكل التالي: 6040 عملية لفئة الأطفال تحت سن الـ 18، 2930 عملية لأشخاص أكبر من 50 عاماً، 3090 عملية لفئة الشباب بين الـ 18 والـ 25 عاماً، كما تم تقديم أكثر من 8000 عملية للفئة العمرية بين الـ 26 و55 عاماً.

وتعمل فرق الدفاع المدني السوري في جميع مناطق شمال غربي سوريا وعلى مدار 24 ساعة متواصلة لتسهم في تخفيف الأعباء عن أهلنا المدنيين أينما وجدوا سواء في المخيمات أو المدن والبلدات لتجبر ما كسرته الحرب في سوريا على مدار 11 عاماً لم تحط أوزارها بعد.

وتشكل خدمات الدفاع المدني السوري على اختلاف أنواعها عاملاً مهماً لاستقرار المدنيين، وتقدم جزءاً يسيراً من احتياجاتهم اللامتناهية بسبب الظروف المعيشية الصعبة في ظل استمرار إجرام الأسد وحليفته روسيا والميليشيات المساندة لهم ودون أي تحرك دولي فاعل لإنهاء معاناة السوريين.

Test