linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

لتخفيف معاناة المدنيين…البدء بفرش طرقات في ثلاثة مخيمات

المأساة التي يعيشها المهجّرون لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات، رغم أهميتها، الحل الوحيد هو محاسبة النظام وروسيا على جرائمهم، وعودة المدنيين الآمنة إلى منازلهم

تتكرر معاناة المهجّرين القاطنين في مخيمات الشمال السوري في كل شتاء بسبب عجز البنية التحتية الضعيفة والهشة عن مواجهة الظروف الجوية والأمطار والثلوج، ويعمل الدفاع المدني السوري في المنطقة للتخفيف عن الأهالي وتقديم المساعدة وفق الإمكانيات المتاحة لسد الفجوة الكبيرة في احتياجات تلك المخيمات من الناحية الخدمية وخصوصاً العشوائية منها التي تفتقر لجميع مقومات الحياة السليمة.

وبدأ الدفاع المدني السوري يوم الثلاثاء 15 آذار مشروعاً خدمياً لفرش طرقات بالحصى في 3 مخيمات بهدف تحسين إمكانية وصول المدنيين إلى المساعدات والمرافق الأساسية اللازمة لحياتهم، وذهاب الطلاب إلى مدارسهم، وذلك ضمن خطة الاستجابة الشتوية للمخيمات في شمال غربي سوريا، حيث تتحول الطرقات في أغلب المخيمات ومحيطها لبرك من الوحل يصعب السير عليها.

ويشمل المشروع منطقتين، الأولى مخيم "تجمع شامنا" بمحيط مدينة أرمناز بريف إدلب الشمالي الغربي، والثانية في مخيم "الفرقان" غربي مدينة إعزاز، ومخيم "يازيباغ - القطاع الرابع" شمال المدينة، وتم اختيار المخيمات بعد إجراء تقييم احتياجات من قبل الدفاع المدني السوري ومطالب من الأهالي بتحسين واقع المخيمات.

ويتضمن المشروع إجراء الأعمال الخدمية المختلفة من حفر وتسوية ورصّ لأرضية التأسيس للطرقات المستهدفة، ومن ثم أعمال توريد الحصى وفرشها ورصها حتى تحقق نسبة الرص المطلوبة في الشروط الفنية الخاصة للمشروع، وتنفيذ شوايات مطرية ضمن الطريق.

ويبلغ طول الطرقات الكلي والتي سيتم العمل عليها بنحو 2.5 كم ، سواء كانت داخل المخيمات أو موصلة إليها، أو طرقات رئيسية، ويقدر عدد المستفيدين في تلك المخيمات بنحو 6 آلاف نسمة.

وتعرضت المخيمات خلال هذا الشتاء لعواصف مطرية وثلجية أدت لأضرار في مئات المخيمات وشردت آلاف العائلات، واستجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي حتى نهاية شهر شباط لأكثر من 300 مخيم تضررت فيها أكثر من 2800 خيمةً بشكل جزئي (تساقطت عليها الثلوج بكثافة ومنها ما تسربت إليه مياه الأمطار) و1320 خيمة انهارت بشكل كامل (هدمتها الثلوج والأمطار بشكل كامل) وكانت تقطن في تلك الخيام أكثر من 3500 عائلة، إضافة لانقطاع الطرق إلى تلك المخيمات بشكل كامل خلال الساعات الأولى من العاصفة الثلجية.

حاول المتطوعون من خلال استجابتهم التخفيف من معاناة النازحين الذين عانوا أوضاع كارثية ،خصوصاً في المخيمات التي حاصرتها الثلوج أو غمرتها مياه الأمطار، عبر فتح الطرقات، وفتح ممرات مائية لتصريف مياه الأمطار ورفع سواتر ترابية لابعاد السيول عن المخيمات، إضافة لفرش عدد من الطرقات بالحصى.

ونفذت فرقنا العام الماضي مشروعاً خدمياً مشابهاً لفرش طرقات بالحصى في 30 مخيماً تم اختيار المخيمات بعد إجراء تقييم احتياجات من قبل الدفاع المدني السوري لـ 626 مخيماً موزعة على ثلاث مناطق رئيسية، الأولى في اعزاز وجرابلس بريف حلب الشمالي والشرقي (9) مخيمات، والمنطقة الثانية في ريف إدلب الشمالي وحلب الغربي (14) مخيماً، والمنطقة الثالثة بمخيمات جسر الشغور غربي إدلب (7) مخيمات.

تعكس آثار المنخفضات الجوية الأخيرة استمرار الواقع المأساوي في المخيمات في ظل غياب حلول فعالة لواقع النازحين إذ أنه وفقاً لدراسة أعدها الدفاع المدني السوري أواخر عام 2021 تعرض احتياجات النازحين الأساسية في 192 مخيماً في شمال غرب سوريا فقد تعرضت 81% من المخيمات المقيّمة لفيضانات وغرق الخيم، كما عانت 78% منها من عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة، وعانت 69% من المخيمات من تشكل مستنقعات المياه والوحل نتيجة سوء حالة الطرق والأرصفة، كما شهدت 66% من المخيمات تمزق واقتلاع الخيم نتيجة الرياح العاتية والأمطار، وتعرضت 40% من المخيمات لصعوبات نتيجة عدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول نتيجة سوء حالة الطرق المؤدية للمخيم.

كما أظهرت الدراسة نفسها أنه بالرغم من تدخل الجهات الإنسانية الفاعلة ضمن قطاع المخيمات فإن مجموع هذه التدخلات لم يوجد الحل لأكثر من 42% من مشاكل المخيمات، في حين أن 58% من هذه الصعوبات مازالت مستمرة ضمن المخيمات ذاتها التي تم التدخل فيها، ممّا يدل على غياب الحلول الدائمة ، وتضطر الجهات الإنسانية الفاعلة ومتطوعي الخوذ البيضاء للتدخلات الإسعافية سنوياً لمنع وقوع كوارث إنسانية.

ويعيش أكثر من 1.5 مليون هجرهم نظام الأسد وحليفه الروسي في مخيمات على الشريط الحدودي بريفي إدلب وحلب ويتجاوز عدد تلك المخيمات 1400 مخيم، بينها نحو 500 مخيم عشوائي، تفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي، ولا يمكن حل مأساتهم عبر تقديم الخدمات للمخيمات، رغم أهميتها الكبيرة، لأن معاناتهم أعمق من مجرد السكن، من حقهم العيش الآمن في منازلهم، وهذا أهم الحقوق التي حرموا منها.

Test