linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

فرق الإطفاء تضع خطة للاستجابة للحرائق الزراعية

توقعات بموسم حرائق مبكر خلال هذا العام

مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الحصاد، يعود هاجس الحرائق الزراعية و خطره على المحاصيل و خاصة القمح و الشعير، ويأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه الموسم من خسائر كبيرة في أغلب المناطق السورية، نتيجة تقلص المساحات المزروعة، وانخفاض معدلات الهطولات المطرية هذا العام، وتأثير الحرب التي يشنها نظام الأسد وحليفه الروسي وتدميرهم مقومات الإنتاج الزراعي مما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي.

ونظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المدنيون في منطقة شمال غربي سوريا، والحاجة الماسة لهذه المحاصيل والتوقعات بموسم حرائق مبكر خلال هذا العام، وضعت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري خطة استجابة لحرائق المحاصيل الزراعية.

وتهدف الخطة، إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.

وتشمل الخطة كافة مناطق شمال غرب سوريا على مستوى مراكز الدفاع المدني السوري، بما يتناسب مع توزع هذه المراكز والمساحات المزروعة في كل منطقة، من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي حتى جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث أجرت الفرق دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطية للمساحات المزروعة واعتبارها مراكز استجابة رئيسية، وبناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم.

مع إعداد خطط المؤازرة من المراكز الأخرى عبر تحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة.

وبهدف سرعة الوصول وسهولة تأمين المياه المستخدمة للإطفاء، تم التنسيق مع مناهل التزود بالمياه وتعميم قائمة نقاط التزود مع عنوانها التفصيلي، على المراكز بحسب توزيعها الجغرافي وقربها.

ولم تقتصر الخطة على آلية استجابة فرق الإطفاء، فالمجتمع المحلي له دور كبير في التقليل من خسائر الحرائق ومساهمته بالحد من نشوبها، وأجرت فرقنا خلال الشهرين الماضيين تدريباً توعوياً استهدف حتى الآن 400 مدني من مختلف مكونات المجتمع الفاعلين، ضمن خطة مستمرة حتى نهاية موسم الصيف، حيث يشمل التدريب طرق الوقاية بشكل عام من الحرائق والتركيز على حرائق المحاصيل الزراعية، والتصرف الصحيح في حال نشوبها، بالإضافة لتدريب عملي على استخدام الطفايات اليدوية.

ويأتي هذا التدريب بالتوازي مع استمرار العمل على تعزيز الوعي المجتمعي على نطاق واسع بما يتعلق بحرائق المحاصيل، من خلال إعداد ونشر المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة، التي تشرح بشكل تفصيلي الإرشادات اللازمة للحد من حرائق المحاصيل.

ومن المتوقع دخول موسم الحرائق مبكرًا هذا العام في سوريا، بحسب عدة جهات اختصاصية بمراقبة أحوال الطقس، إستناداً إلى متغيرات عوامل الطقس الأساسية المؤثرة في الحرائق، وهي الحرارة والرطوبة والرياح، وتأثيراتها وأثر الجفاف.

ومع بداية شهر أيار من كل عام تشهد سوريا ارتفاعاً واضحاً بعدد الحرائق، ويرجع ازدياد الحرائق لارتفاع درجات الحرارة، إضافة لتعمد قوات النظام وروسيا استهداف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد، حيث أدى القصف المدفعي المتكرر على قرى سهل الغاب وجبل الزاوية لحرائق التهمت مئات الدونمات من المحاصيل الزراعية خلال العام الماضي.

ومنذ بداية العام الحالي، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري أكثر من 450 حريق في شمال غربي سوريا، من بينها 237 حريقاً في منازل المدنيين، 78 حريقاً في مخيمات النازحين، و 19 حريقاً في غابات وحقول زراعية، فيما نشب 45 حريقاً في محطات وقود ومحطات تكرير بدائية، وتوزعت باقي الحرائق على منشآت عامة ومبانٍ ومحال تجارية.

و خلال عام 2021، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري أكثر من 2350 حريقاً منها أكثر من 600 حريق في الحقول الزراعية، ونحو 200 حريق في الغابات والأحراش وخلفت تلك الحرائق أضراراً كبيرة في المحاصيل الزراعية والغطاء النباتي.

Test