linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

بعد أكثر من خمس سنوات على بدء الضربات الجوية في سوريا، وأكثر من ثماني سنوات من الاقتتال على الأرض، تنتشر بقايا الحرب في كل مكان. القنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة موجودة في الحقول الزراعية، الشوارع والمنازل المهجورة --- يشكل وجود هذه الأسلحة خطراً حقيقياً ويستمر لعقود طويلة حتى بعد إسقاطها. بينما لا يأتي ذكرها في العناوين الرئيسية في الصحف، فإنها تشكل خطراً جسيماً لا يستهان به للمجتمعات.

الوعي المجتمعي.

إن الحل الأكثر أماناً هو إزالة جميع الذخائر غير المنفجرة. ولكن في انتظار أن يتم الانتهاء من ذلك، فإن أفضل طرق الحماية وأكثرها فعالية من حيث الوقت والموارد المتاحة تأتي من توعية السكان المحليين حول ما ينبغي الحذر منه وتشجيع السلوك الآمن. قامت فرق الخوذ البيضاء بتقديم أكثر من 1,340,000 كتيب توعوي مجتمعي وأجرت أكثر من 36,000 محاضرة توعوية. عقدت معظم تلك المحاضرات في المدارس وشملت الأطفال كونهم من يجد هذه الذخائر أولاً؛ تحديداً الصبية الصغار منهم.

إن الحاجة ملحة جداً لمثل هذا النوع من المعرفة، خاصة في المجتمعات التي يكون لزاماً فيها على السكان استخدام الأرض للزراعة أو لجمع الحطب كي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة. يساهم هذا الوعي بإنقاذ الأرواح، كما لاحظنا وجود علاقة واضحة بين زيادة الوعي وانخفاض حصيلة الإصابات والموت في المناطق التي نعمل بها.

تعتبر إزالة الذخائر غير المنفجرة مسؤولية كبيرة يجب حملها بسبب العدد الكبير من الذخائر النتشرة في جميع أنحاء بلدنا. على الرغم من فقدان أحد الزملاء خلال هذا العمل ، فإننا مازلنا مؤمنين بمهمتنا -وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً

سامي محمد- منسق ملف إزالة الذخائر غير المنفجرة

إزالة الذخائر غير المنفجرة.

إن هدف الخوذ البيضاء هو إزالة جميع الذخائر غير المنفجرة. بينما يبقى عدد هذه الأسلحة غير معروف، فإننا نقدر عددها بنحو مئات الآلاف على أقل تقدير. هذا عمل مضنٍ ، و محفوف بالمخاطر.

نقوم بهذا العمل بالشراكة مع المجالس المحلية وغيرها من مجموعات المجتمع المحلي الذين يساعدون في تنبيه فرقنا حول المناطق التي تحتاج إلى تطهير. من الممكن أن تكون مناطق ريفية أو زراعية أو سكنية ضمن المناطق الحضرية المكتظة بالسكان. نقوم بإزالة الذخائر قدر الإمكان، وإذا لم نستطع القيام بذلك، فإننا نقوم بوضع علامة على المنطقة تشير إلى أنها "خطيرة" لإبقاء المدنيين بعيداً عنها. إضافة إلى إنقاذ الأرواح فإن هذا العمل يساعد على إعادة الحياة إلى المجتمعات، مما يتيح القيام بزراعة الأراضي من جديد، وإعادة المدارس والمنازل المأهولة للاستخدام مرة أخرى.

قمنا بإزالة أكثر من 20،000 ذخيرة غير منفجرة حتى الآن. وهذه قصة واحدة من العمليات التي تعتبر نموذجاً لعملنا. في أعقاب القصف العنيف الذي تعرضت له مدرسة الرفاعي في حماة، ولدى وصول فرقنا إلى موقع المدرسة، قمنا بتطهير الموقع من خلال إزالة 50 قنبلة عنقودية و6+7 . بعد عملية التطهير تم إعادة افتتاح المدرسة، حتى أن زوجة أحد متطوعينا، والتي كانت تعمل كمعلمة في المدرسة نفسها، استطاعت العودة إلى عملها.

يحتاج هذا العمل إلى درجة عالية من التخصص، و نواجه فيه تحديات عديدة، منها: القيود على الوصول، فقد تلقينا جزءاً واحداً من التدريبات بشكل مباشر مع خبراء، أما بقية التدريبات فقد كان علينا تلقيها عن بعد. من الصعب أيضاً استيراد المعدات اللازمة، ما يعني أن المعدات التي تستخدمها فرقنا هي في غالبيتها معدات بسيطة، ما يزيد من وقت العمل وخطورته.

في الوقت الحالي، لدينا فريقان للقيام بهذا العمل، ونتمنى مع نهاية عام 2019 أن نستطيع رفع عددهم إلى أربعة. سيأخذ هذا العمل عقوداً، ونتمنى أن نكون قادرين على تأمين الموارد والوصول الذي يستلزمه إتمام هذا العمل.

Test